( في الحبِّ والحبيب )
أنَّى للقلب الذي أدماهُ حزناً ساكنهْ
أنْ تُطيبَ له الحياةَ وقد أضاع أماكنهْ
إنَّ المحبَّ للمحبِّ في الليالي الداكنهْ
مهما أساهُ فلا يرى غير الهوى ومحاسنهْ
في شِرعةِ العشاقِ قبلَ الذنبِ تأتِ المغفرةْ
فالصبُّ لا حولٌ لهُ لا سُلطةٌ لا مقدرةْ
فليصمتَ العقلُ فإن القلبَ لا يستنكرهْ
ذنبُ الحبيبِ قدِ ارتدى في العشقِ ثوب المعذرةْ
هذا الهوى إن مسَّنا لا نرتجي منهُ الشفاء
يستوطنُ الروحَ ويسري فينا سريان الدماء
ويُذيقنا شهد الحياةِ يذيقنا مرَّ الشقاء
مهما شكونا منهُ يبقى في القلوب لهُ ولاء
الصبُّ أبكاهُ الهوى شوقاً فأبكاني معهْ
أنْ سطَّر الأشواقَ شعراً والمحابرِ أدمُعَهْ
فالشعرُ يحرقني كآهٍ قد أذابت أضلعهْ
ولسانُ حالي الفُ تبٍّ للهوى ما أوجعهْ
قلبٌ يئنُّ من الجوى والعينُ أضناها السهادْ
والفكرُ طيرٌ شاردٌ تتبعهُ أسرابُ الجرادْ
تلكَ الهواجيس التي قتلت بعينيهِ الرقادْ
واستعذبت إيقادَ جمر الشوقِ من تحتِ الرماد
فيعودُ للذكرى هروباً من لظى الشوقِ العصيْ
يستنهضُ الماضي ليشعرَ أنهُ ما زال حيْ
في حاضرٍ فيه الهوى قد مسَّهُ كذِبٌ وغي
جعلَ القلوبَ بلا هدىً تطوى كما الأوراقِ طي