أتعبني البعد حتى كادَ يقتلني
لولا طيوفٌ لها في الليل ألقاها
يا ليلُ ما لصويب القلب من أملٍ
إن لاح طيفٌ يذكرهُ بذكراها
وكيف يسلو والذكرى تؤانسهُ
وكيف ينسى التي يحيا لمرآها
لله ما أجمل الدنيا بضحكتها
كأنما بهجة الدنيا على فاها
أتسلو يا ليل نجماً تستضيء به
اتسلو آهاتنا شوقاً وشكواها ..؟
فكيف أسلوها وهي الروح في جسدي
وهي الحياة التي قد بتُّ أحياها
بي لهفة أوهنت قلبي على كبدي
وأرمدت أعيُّني واستشربت ماها
ألوذُ بالحرف علَّ الحرف ينجدني
إن ضاق شوقي بأضلاعي فأرداها
يا ليل : إصدحْ .. بأبياتي فإن بها
روحٌ تبثُّ إلى العشاقِ نجواها
لعلَّها تستمع يوماً لآهاتي
فتخفُّ وطأتها في قلب مُضناها